حصان تورينو ومستقبل البشرية المظلم THE TURIN HORSE

عندما تتحدث عن بيلا تار
أو سينما بيلا تار بشكل عام
ستجد صعوبة في وصف
ما قدمه العظيم للسينما
بيلا تار أو تار بيلا كما يسمى في بلده
مخرج أستطاع بأفلام قليلة
أن يرسم خارطة جديدة للسينما
في هذا المقال سأتحدث عن فيلمه
"حصان تورينو "
المشهد الافتتاحي من الفيلم



















في مدينة تورينو يناير 1889
خرج الفيلسوف الالماني 
الى مدينة أخرى ليقضي بعض الامور
وهو في الطريق شاهد 
رجل على عربته يضرب حصانه العنيد بالسوط 
يأتي نيتشه وينهر السائق ويطلب منه التوقف 
ويذهب لمنزله وهو يبكي ربما على حال البشرية 
وما وصلت اليه 
هذا المشهد كان حاضرًا في الافتتاحية للفيلم
بيلا تار يعيد الصياغة مرة أخرى
و إن كانت نهاية نيتشة  قوله"أماه أنا أحمق"
هنا في هذا الفيلم 
بيلا تار ربما يود القول أن البشرية حمقاء بالعموم
تأتي الصور السينمائية بشكل متكرر
عن الكهل والفتاة وهي تطبخ البطاطا المهروسة
ثم يتناولون العشاء
في صمت رهيب
هذه الاجواء الصامتة غريبة
هم لا يتحدثون
هم بالاصل لا يرسدون الحديث
 
من مشاهد الفيلم





















في أحد المشاهد
يأتي "غجر" يتراقصون وسعيدين
ينهرهم الكهل صاحب المنزل
ويعطون الابنة كتاب مقدس
في أجواء الفيلم الذي لم يعرف وقت محدد
كأن العالم أصبح منهار
ولم يتبقى الا الايمان بأن الامور ستتغير
الطابع السوداوي لا يتوقف عند هذا الحد
فالبئر يجف ويأتي جار الكهل يطلب بعض المشروب
ويبدأ في الحديث
عن الايمان وعن العالم البائس
وعن البشرية
والكهل لا يعجبه حديثه
هل أراد العظيم بيلا تار
السخرية من البشرية؟
لا أحد يعلم
وهذا ما صرح به بيلا تار
وقال أنه يود من المشاهد إستنتاج الاحداث


تعليقات